هل غياب بعض نبوءات حزقيال عن التقليد اليهودي الرسمي لفترة طويلة دليل على الشك فيه قديمًا؟ نظرة أرثوذكسية قبطية
ملخص تنفيذي
هذا المقال يناقش الادعاء بأن غياب بعض نبوءات حزقيال عن التقاليد اليهودية الرسمية لفترة طويلة يشير إلى شك قديم في صحة سفر حزقيال. نرفض هذا الادعاء من خلال فحص الأدلة الكتابية، وآراء آباء الكنيسة الأوائل، والسياق التاريخي والثقافي. نؤكد على أن قانونية سفر حزقيال معترف بها في التقليد الأرثوذكسي القبطي، وأن الاختلافات في التقاليد اليهودية لا تعني بالضرورة رفض الكتاب المقدس. بل نسلط الضوء على أهمية تفسير الكتاب المقدس في ضوء الإيمان الحي للكنيسة، وعلى الدور الروحاني الذي يلعبه سفر حزقيال في حياة المؤمنين اليوم، ونؤكد على أهمية دراسة الكتاب المقدس في ضوء إيمان الكنيسة الحية، و نستكشف هل غياب بعض نبوءات حزقيال عن التقليد اليهودي الرسمي لفترة طويلة دليل على الشك فيه قديمًا؟
سفر حزقيال هو كنز من الرؤى النبوية، لكن هل غيابه النسبي عن بعض التقاليد اليهودية المبكرة يطعن في سلطته؟ دعونا نغوص في هذا السؤال بعمق وبنور التقليد الأرثوذكسي القبطي.
قانونية سفر حزقيال في التقليد الأرثوذكسي القبطي
لا يوجد أي شك في التقليد الأرثوذكسي القبطي في قانونية سفر حزقيال. هو جزء لا يتجزأ من الكتاب المقدس الذي استلمناه من الرسل. آباء الكنيسة الأوائل اقتبسوا منه بكثرة، مما يدل على قبوله الواسع النطاق.
- القانونية الثابتة: سفر حزقيال هو جزء ثابت من قانون الكتاب المقدس في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
- استشهاد الآباء: استخدم آباء الكنيسة الأوائل، مثل القديس أثناسيوس والقديس كيرلس الكبير، سفر حزقيال في كتاباتهم اللاهوتية.
- القبول العام: لم يكن هناك أي خلاف تاريخي داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حول قانونية هذا السفر.
- أهمية الرؤى: رؤى حزقيال، مثل رؤية العظام اليابسة (حزقيال 37)، تحمل أهمية لاهوتية كبيرة في فهم القيامة والحياة الأبدية.
الخلافات في التقاليد اليهودية
صحيح أن بعض التقاليد اليهودية المبكرة أظهرت ترددًا في التعامل مع سفر حزقيال. يقال إن هناك قلقًا بشأن التناقضات الظاهرة بين تعاليمه وتعاليم التوراة. ومع ذلك، هذا لا يعني بالضرورة رفض السفر.
- التفسيرات المختلفة: قد يكون سبب التردد هو صعوبة تفسير رؤى حزقيال المعقدة.
- القلق من التناقضات: حاول بعض الحاخامات حل التناقضات الظاهرة بين حزقيال والتوراة.
- التركيز على الجانب العملي: قد يكون هناك تركيز أكبر على الجوانب العملية للشريعة اليهودية، مما أدى إلى إعطاء الأولوية للتوراة على النبوءات.
- عدم الرفض المطلق: من المهم ملاحظة أن التقاليد اليهودية لم ترفض سفر حزقيال بشكل كامل.
آراء آباء الكنيسة الأوائل
آباء الكنيسة الأوائل قدموا تفسيرات عميقة لسفر حزقيال، مؤكدين على أهميته الروحية واللاهوتية.
القديس إيريناوس (حوالي 130-202 م) في كتابه “ضد الهرطقات” (Adversus Haereses) اقتبس من حزقيال بشكل متكرر للدفاع عن الوحدة بين العهدين القديم والجديد، قائلاً:
“καὶ ὁ Ἰησοῦς ἔλεγεν· ἐρευνᾶτε τὰς γραφάς, ὅτι αὐταὶ μαρτυροῦσιν περὶ ἐμοῦ.”
“And Jesus said, ‘Search the Scriptures, for they testify about me.'”
“وقال يسوع: فتشوا الكتب، لأنها هي التي تشهد لي.”
هذا الاقتباس يؤكد على أن يسوع نفسه دعا إلى دراسة الكتاب المقدس، بما في ذلك النبوءات، لإيجاد شهادة عنه.
كما أن القديس كيرلس الإسكندري (حوالي 378-444 م) قدم تعليقات مفصلة على سفر حزقيال، مؤكدًا على رمزيته وأهميته في فهم التدبير الإلهي للخلاص. على سبيل المثال، في تعليقه على حزقيال 1:4-28، وصف رؤية المركبة الإلهية بأنها رمز لوجود الله في الخليقة والكنيسة.
السياق التاريخي والثقافي لسفر حزقيال
لكي نفهم سفر حزقيال، يجب أن نضعه في سياقه التاريخي والثقافي. كان حزقيال نبيًا عاش في زمن السبي البابلي، وهو وقت أزمة روحية وقومية للشعب اليهودي.
- السبي البابلي: كان السبي البابلي تجربة مؤلمة أدت إلى تساؤل الشعب اليهودي عن علاقته بالله.
- رسالة الأمل: حمل حزقيال رسالة أمل ورجاء، مؤكدًا على أن الله لن يتخلى عن شعبه.
- الدعوة إلى التوبة: دعا حزقيال الشعب إلى التوبة والرجوع إلى الله.
- النبوءات المستقبلية: قدم حزقيال نبوءات عن استعادة إسرائيل وإقامة ملكوت الله.
تطبيقات روحية حديثة
رسالة حزقيال لا تزال ذات صلة بحياتنا اليوم. يدعونا السفر إلى التوبة والرجوع إلى الله، وإلى الثقة في وعوده حتى في أصعب الظروف. فهل غياب بعض نبوءات حزقيال عن التقليد اليهودي الرسمي لفترة طويلة دليل على الشك فيه قديمًا؟ ليس بالضرورة، بل هو دعوة إلى فهم أعمق.
- التوبة والرجوع إلى الله: يجب أن نفحص حياتنا باستمرار ونسعى إلى التوبة عن خطايانا.
- الثقة في وعود الله: حتى في أوقات التجربة، يجب أن نثق في أن الله قادر على أن يحول الشر إلى خير.
- العمل من أجل ملكوت الله: يجب أن نسعى إلى بناء ملكوت الله في قلوبنا وفي العالم من حولنا.
- دراسة الكتاب المقدس: يجب أن ندرس الكتاب المقدس بانتظام، وأن نسعى إلى فهم معناه في ضوء الإيمان الحي للكنيسة.
FAQ ❓
س: هل يعني الاختلاف في التقاليد اليهودية أن سفر حزقيال أقل أهمية من أسفار أخرى؟
ج: لا. الاختلافات في التقاليد اليهودية لا تقلل من أهمية سفر حزقيال. يجب أن نفهم هذه الاختلافات في سياقها التاريخي والثقافي.
س: كيف يمكننا تطبيق رسالة حزقيال في حياتنا اليوم؟
ج: يمكننا تطبيق رسالة حزقيال من خلال التوبة والرجوع إلى الله، والثقة في وعوده، والعمل من أجل ملكوت الله.
س: ما هي أهمية رؤى حزقيال؟
ج: رؤى حزقيال تحمل أهمية لاهوتية كبيرة في فهم التدبير الإلهي للخلاص، والقيامة، والحياة الأبدية.
س: هل يجب أن نأخذ رؤى حزقيال حرفيًا؟
ج: يجب أن نفسر رؤى حزقيال في ضوء الكتاب المقدس كله، وفي ضوء التقليد الكنسي. غالبًا ما تحمل هذه الرؤى معاني رمزية عميقة.
الخلاصة
في الختام، الادعاء بأن غياب بعض نبوءات حزقيال عن التقاليد اليهودية الرسمية لفترة طويلة يشير إلى شك قديم في صحته هو ادعاء خاطئ. سفر حزقيال هو جزء لا يتجزأ من الكتاب المقدس في التقليد الأرثوذكسي القبطي، ورؤاه تحمل أهمية روحية و لاهوتية كبيرة. يجب أن ندرس هذا السفر بتأمل وصلاة، وأن نسعى إلى تطبيق رسالته في حياتنا اليومية. يجب ألا نسمح لأي شك أن يزعزع ثقتنا في كلمة الله. فالسؤال هل غياب بعض نبوءات حزقيال عن التقليد اليهودي الرسمي لفترة طويلة دليل على الشك فيه قديمًا؟ هو سؤال يدعونا إلى فهم أعمق وأشمل لحكمة الله.
Tags
حزقيال, الكتاب المقدس, الأرثوذكسية القبطية, النبوءات, التقليد اليهودي, آباء الكنيسة, قانونية الكتاب المقدس, السبي البابلي, التوبة, الإيمان.
Meta Description
هل غياب بعض نبوءات حزقيال عن التقاليد اليهودية الرسمية يشير إلى شك قديم؟ مقال أرثوذكسي قبطي يفحص الأدلة الكتابية والتاريخية ويرفض هذا الادعاء.