لماذا لا تعترف الكنائس البروتستانتية بسفر يهوديت: دفاع عن قانونية السفر في التقليد القبطي الأرثوذكسي

ملخص تنفيذي

سفر يهوديت، قصة بطولية عن إيمان امرأة إسرائيلية قوية وتضحيتها من أجل شعبها، هو جزء من الأسفار القانونية الثانية أو الأسفار المحذوفة في الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية، بينما ترفضه الكنائس البروتستانتية كجزء من الكتاب المقدس. هذا الرفض يثير تساؤلات حول معايير قانونية الكتاب، وموثوقية السفر تاريخياً ولاهوتياً. في هذا المقال، سندرس لماذا يعتبر سفر يهوديت قانونياً في التقليد القبطي الأرثوذكسي، مستندين إلى شهادة الآباء، وقانونية الكتاب المقدس الأرثوذكسي، وأهمية السفر الروحية والأخلاقية. سنستعرض الأدلة الداخلية والخارجية التي تدعم قانونية السفر، ونجيب على الاعتراضات البروتستانتية، ونقدم تطبيقات روحية معاصرة من قصة يهوديت.

تعتبر قضية قانونية سفر يهوديت جوهرية لفهم الكتاب المقدس كاملاً. هذا المقال يناقش لماذا لا تعترف الكنائس البروتستانتية بسفر يهوديت، ويدافع عن مكانته في القانون الكتابي القبطي الأرثوذكسي، مستعرضًا الأدلة التاريخية، واللاهوتية، والآبائية التي تثبت أهميته.

مقدمة

سفر يهوديت، بسرديته المؤثرة عن الإيمان والشجاعة والانتصار على الشر، يحتل مكانة خاصة في قلوب المسيحيين الأرثوذكس. بينما تحتضن الكنائس الأرثوذكسية هذا السفر كجزء أصيل من الكتاب المقدس، يرفضه البروتستانت، مما يستدعي بحثًا معمقًا في أسباب هذا الاختلاف. هذا البحث لا يهدف فقط إلى الدفاع عن قانونية السفر، بل أيضًا إلى تعزيز فهم أعمق للتقليد المسيحي الأرثوذكسي الغني.✨

قانونية الكتاب المقدس في التقليد القبطي الأرثوذكسي 📖

تعتمد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على قانون كتابي أوسع من القانون البروتستانتي، يشمل الأسفار القانونية الثانية (الأسفار المحذوفة). هذا القانون يستند إلى:

• الترجمة السبعينية (LXX): وهي ترجمة يونانية للعهد القديم كانت مستخدمة على نطاق واسع في زمن المسيح والرسل.
• شهادة الآباء: اقتباسات واستشهادات الآباء الأوائل من هذه الأسفار.
• التقليد الكنسي: الاستخدام الليتورجي لهذه الأسفار في العبادة الكنسية.

سفر يهوديت يقع ضمن هذا القانون الأوسع، ويحظى بالقبول والاستخدام في الكنيسة القبطية منذ القدم.

شهادة الآباء الأوائل عن سفر يهوديت 📜

الآباء الأوائل هم شهود موثوقون على قانونية الكتاب المقدس، حيث عاصروا عصور الكنيسة الأولى وعرفوا القانون الكتابي المستخدم في تلك الفترة.

• القديس إكليمندس الروماني (القرن الأول الميلادي): اقتبس من سفر يهوديت في رسالته إلى أهل كورنثوس، مما يدل على معرفته بالسفر وتقبله.
• القديس أمبروسيوس أسقف ميلان (القرن الرابع الميلادي): مدح يهوديت كنموذج للمرأة المسيحية الفاضلة.
• القديس أغسطينوس (القرن الخامس الميلادي): دافع عن قانونية سفر يهوديت واعتبره جزءاً من الكتاب المقدس.

مثال من القديس أغسطينوس (باللاتينية): “Judith… quae etiam in canone Scripturarum habetur” (يهوديت… التي توجد أيضًا في قانون الكتب المقدسة). (أغسطينوس، مدينة الله، 18.26). الترجمة العربية: “يهوديت… التي تعتبر أيضًا جزءًا من قانون الكتاب المقدس.” هذا الاقتباس يؤكد مكانة يهوديت في القانون الكتابي في زمن القديس أغسطينوس.

الاعتراضات البروتستانتية على سفر يهوديت والرد عليها 🤔

يرفض البروتستانت سفر يهوديت لعدة أسباب، منها:

• عدم وجوده في القانون اليهودي: يزعمون أن اليهود لم يعتبروا سفر يهوديت جزءًا من كتابهم المقدس.
• أخطاء تاريخية وجغرافية: يدعون أن السفر يحتوي على أخطاء تاريخية وجغرافية.
• محتوى غير واقعي: يرون أن قصة يهوديت خيالية وليست تاريخية.

ولكن هذه الاعتراضات يمكن دحضها:

• القانون الكتابي المسيحي أوسع: المسيحيون ليسوا ملزمين بالقانون اليهودي للعهد القديم. الترجمة السبعينية والتقليد الكنسي هما المعيار الأهم.
• تفسيرات ممكنة للأخطاء المزعومة: العديد من “الأخطاء” المزعومة يمكن تفسيرها من خلال فهم السياق التاريخي والثقافي للسفر. الأبحاث الأثرية الحديثة تدعم الكثير من التفاصيل التي ذكرت في السفر.
• الأهمية الرمزية والروحية: حتى لو كانت القصة رمزية، فإنها تحمل دروسًا روحية عميقة حول الإيمان والشجاعة والاعتماد على الله.

أهمية سفر يهوديت الروحية والأخلاقية ✨

سفر يهوديت ليس مجرد قصة تاريخية، بل هو مصدر إلهام روحي وأخلاقي عظيم:

• مثال الإيمان القوي: يهوديت تظهر إيماناً لا يتزعزع بالله وثقة في وعوده.
• الشجاعة في مواجهة الشر: يهوديت تتحدى قوة عظمى لحماية شعبها.
• الاعتماد على الله في كل الظروف: يهوديت تعتمد على الله في كل خطوة تخطوها.
• التواضع والتقوى: يهوديت تظهر تواضعًا وتقوى في صلاتها وأفعالها.

يهوديت تجسد الآية الكتابية: “لأَنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ.” (2 تيموثاوس 1: 7) (Smith & Van Dyke).

تطبيقات روحية معاصرة من قصة يهوديت 🙏

في عالمنا المعاصر، يمكننا أن نتعلم الكثير من قصة يهوديت:

• مواجهة تحديات الحياة بإيمان وشجاعة: عندما نواجه صعوبات، يجب أن نتذكر إيمان يهوديت واعتمادها على الله.
• الدفاع عن الحق والعدالة: يجب أن نكون مستعدين للدفاع عن الحق والعدالة، حتى لو كان ذلك يتطلب تضحية.
• الاعتماد على الله في كل قرار: يجب أن نصلي ونطلب إرشاد الله في كل قرار نتخذه.
• العيش بتقوى وتواضع: يجب أن نسعى للعيش بتقوى وتواضع، كما فعلت يهوديت.

FAQ ❓

• س: لماذا تعتبر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية سفر يهوديت جزءًا من الكتاب المقدس؟

  ج: لأن السفر موجود في الترجمة السبعينية، ويحظى بقبول الآباء الأوائل، ويستخدم في العبادة الكنسية. هذا الاستخدام التاريخي والتقليد الكنسي المتواصل يؤكد قانونيته.

• س: ما هي أهم الدروس الروحية التي يمكن أن نتعلمها من سفر يهوديت؟

  ج: الإيمان القوي، والشجاعة في مواجهة الشر، والاعتماد على الله، والتواضع والتقوى. يهوديت تعلمنا أن قوة الله تظهر في الضعف البشري.

• س: كيف يمكننا تطبيق دروس سفر يهوديت في حياتنا اليومية؟

  ج: من خلال مواجهة تحديات الحياة بإيمان وشجاعة، والدفاع عن الحق والعدالة، والاعتماد على الله في كل قرار، والعيش بتقوى وتواضع. يهوديت هي نموذج للمسيحي الحقيقي الذي يعيش بإيمانه.

الخلاصة

سفر يهوديت هو كنز روحي عظيم يجب أن نحافظ عليه ونعتز به. بينما ترفضه بعض الكنائس البروتستانتية، يبقى السفر جزءًا أصيلًا من الكتاب المقدس في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، يحمل دروسًا قيمة عن الإيمان والشجاعة والاعتماد على الله. من خلال دراسة هذا السفر وتأمل معانيه، يمكننا أن ننمو في إيماننا ونصبح شهودًا حقيقيين للمسيح في عالمنا. إن فهم أسباب لماذا لا تعترف الكنائس البروتستانتية بسفر يهوديت يساعدنا على تقدير غنى تقليدنا الأرثوذكسي وفهم أعمق للكتاب المقدس.🕊️

Tags

الكتاب المقدس, سفر يهوديت, الكنيسة القبطية الأرثوذكسية, البروتستانت, قانونية الكتاب, الآباء الأوائل, الترجمة السبعينية, الإيمان, الشجاعة, التقليد الكنسي

Meta Description

اكتشف لماذا ترفض الكنائس البروتستانتية سفر يهوديت، وكيف تدافع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عن قانونيته، مع تطبيقات روحية معاصرة من قصة يهوديت.