في سفر يوئيل “كل من يدعو باسم الرب ينجو”: نبوة للخلاص في العهدين

ملخص تنفيذي: دعوة باسم الرب – خلاص في العهد القديم والجديد

في سفر يوئيل “كل من يدعو باسم الرب ينجو” (2: 32)، يثور سؤال هام: هل هذه الآية مقصورة على الرب يهوه في العهد القديم فقط، أم أنها نبوة عظيمة عن الخلاص بالمسيح في العهد الجديد؟ هذا البحث العميق، من منظور لاهوتي قبطي أرثوذكسي، يستكشف السياق التاريخي والجغرافي للنبوءة، ويحلل أقوال الآباء، ويربطها بعقيدة الكنيسة الجامعة، مؤكداً أن “دعوة باسم الرب تنجي” هي وعد شامل للخلاص، يتحقق بالكامل في شخص وعمل ربنا يسوع المسيح. سنستكشف كيف أن العهد القديم يمهد الطريق للعهد الجديد، وأن المسيح هو تحقيق كل نبوات الخلاص.

سفر يوئيل: سياق النبوءة وتأثيرها ✨

نبوءة يوئيل تأتي في وقت عصيب على شعب يهوذا، حيث يواجهون كارثة طبيعية رهيبة – غزو الجراد. هذه الكارثة تعتبر علامة لدعوتهم للتوبة والرجوع إلى الله. لكن النبوءة لا تتوقف عند هذا الحد، بل تتجاوز الكارثة الآنية لتتحدث عن يوم الرب العظيم المخوف.

يقول الكتاب المقدس في سفر يوئيل (2: 32) (Smith & Van Dyke): “وَيَكُونُ أَنَّ كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَنْجُو. لأَنَّهُ فِي جَبَلِ صِهْيَوْنَ وَفِي أُورُشَلِيمَ تَكُونُ نَجَاةٌ كَمَا قَالَ الرَّبُّ، وَبَيْنَ الْبَاقِينَ الَّذِينَ يَدْعُوهُمُ الرَّبُّ.”

  • جبل صهيون وأورشليم: ليسا مجرد أماكن جغرافية، بل هما رمزان لمركز العبادة الحقيقية، ومكان حضور الله. في العهد الجديد، يشيران إلى الكنيسة جسد المسيح.
  • الباقين الذين يدعوهم الرب: هذا يشير إلى أن الدعوة للخلاص ليست محصورة على شعب إسرائيل فقط، بل هي دعوة عالمية تشمل جميع الأمم.
  • النجاة: ليست مجرد نجاة مادية من كارثة الجراد، بل هي نجاة روحية وخلاص أبدي من الدينونة.

أقوال الآباء في تفسير “دعوة باسم الرب” 📖

الآباء القديسون فهموا هذه النبوءة على أنها تتعدى معناها الظاهري، وترمز إلى الخلاص بالمسيح. لنستعرض بعض أقوالهم:

القديس كيرلس الإسكندري:

Ἀλλὰ πῶς ἐπικαλέσονται εἰς ὃν οὐκ ἐπίστευσαν; πῶς δὲ πιστεύσουσιν οὗ οὐκ ἤκουσαν; πῶς δὲ ἀκούσουσιν χωρὶς κηρύσσοντος;

(Romans 10:14, PG 69, 793)

(English Translation: But how shall they call on Him in whom they have not believed? And how shall they believe in Him of whom they have not heard? And how shall they hear without a preacher?)

(Arabic Translation: ولكن كيف يدعون بمن لم يؤمنوا به؟ وكيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به؟ وكيف يسمعون بلا كارز؟)

القديس كيرلس يربط بين الإيمان، والسماع، والدعوة باسم الرب. هذا يوضح أن الدعوة باسم الرب تتطلب معرفة وإيمانًا به، وهذا يتحقق بالمسيح.

القديس أغسطينوس:

Quis est ergo iste Dominus quem oportet invocare, nisi ille de quo dicitur: Et Dominus qui in caelis est?

(Augustine, City of God, Book XVIII, Ch. 47)

(English Translation: Who then is that Lord whom it is necessary to invoke, unless He of whom it is said, “And the Lord who is in heaven?”)

(Arabic Translation: فمن هو الرب الذي يجب أن ندعوه، إلا ذاك الذي قيل عنه: والرب الذي في السماوات؟)

القديس أغسطينوس يؤكد أن الرب الذي يجب أن ندعوه هو الرب الموجود في السماوات، وهو يشير ضمنيًا إلى المسيح، الكلمة المتجسد.

العهد الجديد وتطبيق نبوة يوئيل 🕊️

في سفر أعمال الرسل (2: 16-21)، يقتبس القديس بطرس الرسول نبوة يوئيل في يوم الخمسين، ويشير إليها على أنها نبوة عن حلول الروح القدس وتأسيس الكنيسة.

يقول الكتاب المقدس في سفر أعمال الرسل (2: 21) (Smith & Van Dyke): “وَيَكُونُ كُلُّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُصُ.”

القديس بطرس يوضح أن “الرب” المقصود في نبوة يوئيل هو الرب يسوع المسيح. الخلاص ليس فقط من الكوارث المادية، بل هو خلاص من الخطية والموت الأبدي.

  • يوم الخمسين: هو بداية العهد الجديد، حيث حل الروح القدس على التلاميذ وأعطاهم قوة للتبشير بالإنجيل.
  • المعمودية: هي المدخل إلى الكنيسة، وبها ننال غفران الخطايا والولادة الجديدة.
  • الإيمان بالمسيح: هو الشرط الأساسي للخلاص. لا يمكن أن ندعو باسم الرب إلا إذا آمنا به وقبلناه مخلصًا لحياتنا.

تطبيقات روحية لحياتنا اليوم 💡

كيف يمكننا تطبيق هذه النبوءة في حياتنا اليومية؟

  • الصلاة الدائمة: يجب أن ندعو باسم الرب في كل حين، في أوقات الفرح والحزن، في أوقات الضيق والرخاء.
  • الثقة في وعود الله: يجب أن نثق بأن الله سيستجيب لصلواتنا، وسينقذنا من كل ضيقة.
  • التبشير بالإنجيل: يجب أن نشارك الآخرين رسالة الخلاص بالمسيح، لكي يدعوا هم أيضًا باسم الرب وينالوا الخلاص.
  • العيش بحسب تعاليم المسيح: يجب أن نسعى لعيش حياة مقدسة، تعكس محبتنا للرب وإيماننا به.

FAQ ❓

س: هل نبوة يوئيل تتحدث فقط عن خلاص اليهود؟

ج: كلا، نبوة يوئيل تتحدث عن خلاص عالمي يشمل جميع الأمم. القديس بطرس استخدمها في يوم الخمسين ليشير إلى تأسيس الكنيسة الجامعة، التي تضم المؤمنين من كل الأمم.

س: كيف يمكنني أن أدعو باسم الرب؟

ج: يمكنك أن تدعو باسم الرب بالصلاة، بالتسبيح، بالتأمل في كلمته، وبالعيش بحسب تعاليمه. الدعوة باسم الرب هي تعبير عن إيمانك وثقتك فيه.

س: هل النجاة المذكورة في نبوة يوئيل هي نجاة مادية فقط؟

ج: النجاة المذكورة في نبوة يوئيل هي نجاة روحية وأبدية قبل كل شيء. هي خلاص من الخطية والموت الأبدي، ودخول إلى ملكوت الله.

الخلاصة: “دعوة باسم الرب تنجي” – وعد أبدي للخلاص ✨

في نهاية هذا البحث، يتضح لنا أن نبوة يوئيل “كل من يدعو باسم الرب ينجو” ليست مجرد وعد مؤقت لشعب إسرائيل في العهد القديم، بل هي نبوة شاملة عن الخلاص بالمسيح في العهد الجديد. المسيح هو “الرب” الذي يجب أن ندعوه، وهو الطريق الوحيد للخلاص والحياة الأبدية. فلنحرص على أن ندعو باسمه في كل حين، ونثق في وعوده، ونشارك الآخرين رسالة الخلاص، لكي ننال جميعًا الحياة الأبدية معه في ملكوته. إن وعد “دعوة باسم الرب تنجي” هو رجاؤنا الأعظم و عزاؤنا الأبدي.

Tags — النبوءة, يوئيل, المسيح, الخلاص, العهد القديم, العهد الجديد, الآباء, الكنيسة, الإيمان, الصلاة

Meta Description — اكتشف المعنى الحقيقي لنبوءة يوئيل “كل من يدعو باسم الرب ينجو”: هل هي عن يهوه أم عن المسيح؟ تحليل لاهوتي قبطي أرثوذكسي عميق.

من

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *