مشكلة الشر في سفر عاموس: لماذا يسمح الله بالظلم؟ نظرة أرثوذكسية
ملخص تنفيذي
يتناول هذا البحث العميق سؤالًا جوهريًا يطرحه سفر عاموس: مشكلة الشر في سفر عاموس: لماذا يسمح الله بالظلم؟ نحاول أن نفهم لماذا يبدو الله صامتًا أمام الظلم والاغتصاب والفساد الذي يطول أمده قبل أن يتدخل بالعقاب. من خلال عدسة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، نستكشف هذا التحدي اللاهوتي، مستعينين بالكتاب المقدس، آباء الكنيسة، والسياق التاريخي والجغرافي. نغوص في طبيعة الله العادلة والمحبة، وكيف يسمح بالشر مؤقتًا لتحقيق خير أسمى، وكيف أن صبره فرصة للتوبة والرجوع إليه. نقدم أيضًا رؤى عملية لتطبيق هذه الحقائق الروحية في حياتنا اليومية، لنعيش بالإيمان والثقة في عدل الله حتى في أوقات الظلمة.
يثير سفر عاموس تساؤلات عميقة حول عدالة الله وصبره. لماذا يسمح الله بالشر أن يستمر لفترة طويلة قبل أن يتدخل؟ هذا البحث يهدف إلى تقديم إجابات من منظور أرثوذكسي، مستندًا إلى الكتاب المقدس وتعليم الآباء.
لماذا يسمح الله بالشر؟ نظرة أرثوذكسية
مشكلة الشر في سفر عاموس: لماذا يسمح الله بالظلم؟ سؤال يطرحه كل من يعاني من الظلم أو يشهد عليه. لفهم هذا الأمر، يجب أن ندرك طبيعة الله المثلث الأقانيم: الآب ضابط الكل، الابن الفادي، والروح القدس المعزي. الله ليس سبب الشر، بل يسمح به لأسباب متعددة.
- حرية الإرادة: منح الله الإنسان حرية الاختيار بين الخير والشر. هذا الاختيار هو أساس المحاسبة والمسؤولية. بدونه، نصبح مجرد آلات مبرمجة.
- التأديب والتهذيب: يسمح الله بالتجارب لتنقية المؤمنين وتأديبهم، كما يقول الكتاب: “لأن الذي يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن يقبله” (أمثال 3: 12).
- إظهار مجد الله: حتى الشر يمكن أن يستخدمه الله لإظهار قوته ورحمته، كما رأينا في قصة يوسف الصديق: “أنتم قصدتم لي شرا أما الله فقصد به خيرا لكي يفعل كما اليوم ليحيي شعبا كثيرا” (تكوين 50: 20).
- فرصة للتوبة: صبر الله على الأشرار هو فرصة لهم للتوبة والرجوع إليه. يقول القديس بطرس الرسول: “لا يتباطأ الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ لكنه يتأنى علينا وهو لا يشاء أن يهلك أناس بل أن يقبل الجميع إلى التوبة” (2 بطرس 3: 9).
- كمال العدل الإلهي: سيأتي يوم الدينونة، حيث سيجازي الله كل واحد حسب أعماله. في ذلك اليوم، سيكشف الله عن عدله الكامل، وسيزول كل ظلم.
عاموس والظلم الاجتماعي: سياق تاريخي وجغرافي
سفر عاموس يصور حالة الظلم الاجتماعي والفساد المستشري في مملكة إسرائيل في القرن الثامن قبل الميلاد. كان المجتمع يعاني من التمييز بين الأغنياء والفقراء، والاستغلال، والرشوة، والظلم في المحاكم.
- الازدهار الظاهري: رغم الازدهار الاقتصادي، كان هناك تفاوت كبير في الثروة، حيث كان الأغنياء يستغلون الفقراء.
- الفساد القضائي: كان القضاة يقبلون الرشاوى ويحكمون لصالح الأغنياء ضد الفقراء.
- العبادة الشكلية: كان الشعب يمارس الطقوس الدينية دون تغيير حقيقي في القلب أو السلوك.
- التحذيرات والتنبؤات: تنبأ عاموس بخراب إسرائيل بسبب خطاياها، ودعا الشعب إلى التوبة والرجوع إلى الله.
أقوال الآباء عن صبر الله على الشر
آباء الكنيسة قدموا رؤى عميقة حول صبر الله على الشر. إليكم بعض الأمثلة:
- القديس أغسطينوس: “Deus, qui creavit te sine te, non justificabit te sine te.” (الله الذي خلقك بدونك، لن يبررك بدونك). هذا القول يؤكد على ضرورة تعاون الإنسان مع نعمة الله للتغلب على الشر. (أوغسطينوس، عظة 169، 13) – Arabic translation: “الله الذي خلقك دون إرادتك، لن يبررك دون إرادتك.”
- القديس يوحنا الذهبي الفم: “The long-suffering of God is not indifference. See how much time He gives us to repent! The more sinful we are, the more patience He has toward us.” (إن صبر الله ليس عدم اكتراث. انظر كم من الوقت يعطينا لكي نتوب! كلما كنا أكثر خطيئة، كلما كان أكثر صبراً علينا.) (John Chrysostom, Homilies on Romans, 16) – Arabic translation: “إن طول أناة الله ليس عدم اكتراث. انظروا كم من الوقت يعطينا لكي نتوب! كلما كنا أكثر خطيئة، كلما كان أكثر صبراً علينا.”
مشكلة الشر في سفر عاموس: أسئلة وأجوبة ❓
-
س: لماذا لم يتدخل الله مباشرة لمنع الظلم في أيام عاموس؟
ج: الله يعطي الإنسان حرية الاختيار، ويسمح للشر أن يظهر نتائجه المدمرة لكي يتوب الناس. كما أنه يصبر لكي يعطي فرصة للتوبة.
-
س: كيف يمكنني أن أثق في عدل الله عندما أرى الظلم حولي؟
ج: يجب أن نتذكر أن عدل الله كامل وسيظهر في يوم الدينونة. يجب أن نثق في حكمته حتى لو لم نفهم كل شيء الآن. يقول الكتاب: “لأن أفكاري ليست أفكاركم ولا طرقكم طرقي يقول الرب” (إشعياء 55: 8).
-
س: ما هو دوري كمسيحي في مواجهة الظلم؟
ج: يجب أن نسعى للعدالة ونقف مع المظلومين، كما فعل عاموس. يجب أن نكون نورًا وملحًا في العالم، ونشهد للحق والحب.
خاتمة
إن فهم مشكلة الشر في سفر عاموس: لماذا يسمح الله بالظلم؟ يتطلب إيمانًا عميقًا بعدالة الله وحكمته، حتى عندما لا نرى ذلك بأعيننا البشرية المحدودة. صبر الله ليس علامة ضعف، بل هو فرصة للتوبة والرجوع إليه. دعوتنا كمسيحيين هي أن نكون أدوات للعدالة والمحبة في عالم مليء بالظلم، وأن نثق بأن الله سيكشف عن عدله الكامل في نهاية المطاف. فلنسعَ جاهدين لنعيش حياة مقدسة ترضي الله، ونكون شهودًا له في كل ما نفعله.
Tags
عاموس, الشر, الظلم, عدالة الله, صبر الله, التوبة, الكنيسة القبطية, الآباء, الكتاب المقدس, لاهوت
Meta Description
استكشاف مشكلة الشر في سفر عاموس من منظور أرثوذكسي: لماذا يسمح الله بالظلم والاغتصاب والفساد؟ تحليل لاهوتي مع تطبيقات عملية لحياة المؤمن.