لماذا يقبل المسيحيون سفر باروخ بينما اليهود أنفسهم لم يحتفظوا به؟ دراسة عقائدية شاملة
ملخص تنفيذي: لماذا نقبل سفر باروخ؟ 🤔
لماذا يقبل المسيحيون سفر باروخ بينما اليهود أنفسهم لم يحتفظوا به؟ هذا سؤال يطرح نفسه بقوة. الإجابة تكمن في فهمنا للسلطة الكنسية الرسولية والتقليد المقدس. سفر باروخ، الموجود في الترجمة السبعينية للكتاب المقدس والتي استخدمها المسيحيون الأوائل، جزء لا يتجزأ من الكتاب المقدس المسيحي الأرثوذكسي. رفض اليهودية المتأخرة للسفر لا ينفي قيمته الروحية والعقائدية. سندرس هنا الأدلة الكتابية والآبائية والتاريخية التي تدعم قبولنا لهذا السفر القيّم، وكيف أنه يثري فهمنا للإيمان المسيحي.
يُعد سفر باروخ جزءًا هامًا من الكتاب المقدس في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. يتضمن السفر نبوءات عن الخلاص، ونداءات للتوبة، وتأملات في حكمة الله. هذه المقالة ستستكشف الأسباب اللاهوتية والتاريخية التي تجعل الكنيسة تعتبر هذا السفر جزءًا أصيلًا من الكتاب المقدس، بالرغم من عدم وجوده في النسخة العبرية المعتمدة من قِبل اليهودية الحديثة.
السلطة الكنسية والتقليد المقدس: أساس قبول سفر باروخ 📖🕊️
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تعتمد على سلطة الكتاب المقدس والتقليد المقدس كمرجعين أساسيين في الإيمان. التقليد المقدس، الذي يشمل تعاليم الآباء الرسوليين والقرارات المجامع المسكونية، يوجه تفسيرنا للكتاب المقدس. سفر باروخ، الذي كان جزءًا من الترجمة السبعينية اليونانية (الترجمة السبعينية), التي استخدمها المسيحيون الأوائل، تم قبوله من قبل الكنيسة كجزء من القانون المقدس.
الترجمة السبعينية، التي أنجزت في القرن الثالث قبل الميلاد، كانت هي النسخة الأكثر استخدامًا للكتاب المقدس في زمن المسيح والرسل. العديد من اقتباسات العهد الجديد من العهد القديم مأخوذة من الترجمة السبعينية، مما يدل على أهميتها بالنسبة للمسيحيين الأوائل.
الدليل الكتابي والآبائي على صحة سفر باروخ ✨📜
بالرغم من عدم وجود سفر باروخ في النسخة العبرية المعتمدة من قِبل اليهودية الحديثة، إلا أنه يحمل رسائل تتفق مع تعاليم الكتاب المقدس الأخرى. على سبيل المثال، نجد في باروخ دعوة للتوبة والرجوع إلى الله، وهو موضوع متكرر في الكتاب المقدس بأكمله.
أمثلة من الكتاب المقدس تشبه تعاليم باروخ:
- التوبة: “ارجعوا اليّ يقول رب الجنود فارجع اليكم يقول رب الجنود.” (زكريا 1: 3 Smith & Van Dyke)
- الحكمة: “ابتداء الحكمة مخافة الرب فطن حسن لكل عامليها تسبيحه قائم الى الابد.” (مزمور 111: 10 Smith & Van Dyke)
- الرجاء: “لانني انا عرفت الافكار التي افتكر بها عنكم يقول الرب افكار سلام لا افكار شر لاعطيكم اخرا ورجاء.” (إرميا 29: 11 Smith & Dyke)
كذلك، العديد من آباء الكنيسة اقتبسوا من سفر باروخ في كتاباتهم، مما يدل على قبوله في الكنيسة الأولى. على سبيل المثال:
Saint Irenaeus of Lyons (حوالي 130-202 م): في كتابه “ضد الهرطقات” (Against Heresies), اقتبس القديس إيريناوس من سفر باروخ معتبرًا إياه جزءًا من الكتاب المقدس. اليونانية الأصلية غير متاحة بالكامل، لكن الترجمة اللاتينية تشير بوضوح إلى استخدامه لسفر باروخ كمرجع موثوق.
“Et iterum Baruch, Jeremiae scriba, significans locum a quo suscipiuntur lapides, ait: ‘Deus meus illuminavit oculos meos, et aperuit sensus meos, et dedit mihi intellectum’.” (Adversus Haereses, Book IV, Chapter 27, Section 3)
الترجمة الإنجليزية: “And again Baruch, the scribe of Jeremiah, indicating the place from which the stones are taken, says: ‘My God has illumined my eyes, and opened my senses, and given me understanding.'”
الترجمة العربية: “ومرة أخرى باروخ، كاتب إرميا، مشيرًا إلى المكان الذي تؤخذ منه الحجارة، يقول: ‘إلهي أنار عيني، وفتح حواسي، وأعطاني فهمًا.'”
الظروف التاريخية لرفض اليهود لسفر باروخ 🏛️🌍
رفض اليهودية المتأخرة لسفر باروخ وبعض الأسفار الأخرى يعود إلى ظروف تاريخية معينة. بعد تدمير الهيكل في عام 70 م، سعى القادة اليهود إلى توحيد الشريعة وتحديد القانون المقدس بشكل قاطع. هذا أدى إلى استبعاد بعض الأسفار التي كانت مقبولة في السابق، خاصة تلك الموجودة في الترجمة السبعينية والتي كانت مستخدمة على نطاق واسع من قبل المسيحيين.
هذا الرفض لا يعني بالضرورة أن هذه الأسفار غير صحيحة أو غير ملهمة. بل يعكس تحولًا في التركيز داخل اليهودية في تلك الفترة.
لماذا نتمسك بسفر باروخ في الكنيسة القبطية؟ 🤔💡
نحن نتمسك بسفر باروخ للأسباب التالية:
- جزء من التقليد الرسولي: السفر جزء من الترجمة السبعينية التي اعتمد عليها الرسل.
- يتفق مع تعاليم الكتاب المقدس: يعزز مواضيع التوبة والحكمة والرجاء الموجودة في الكتاب المقدس.
- اعتمد عليه آباء الكنيسة: تم اقتباسه من قبل آباء الكنيسة في كتاباتهم.
- يثري فهمنا للإيمان: يقدم رؤى قيمة حول علاقة الله بشعبه.
- يعكس روح النبوة: يحمل نبوءات عن الخلاص ومستقبل إسرائيل.
- يقدم لنا دعوة للتوبة: يحثنا على الرجوع إلى الله والتوبة عن خطايانا.
أسئلة شائعة حول سفر باروخ ❓
س: لماذا لا يعتبر اليهود سفر باروخ جزءًا من الكتاب المقدس؟
ج: بعد تدمير الهيكل، سعى القادة اليهود إلى توحيد الشريعة وتحديد القانون المقدس بشكل أكثر صرامة، واستبعدوا بعض الأسفار الموجودة في الترجمة السبعينية، والتي كانت مستخدمة على نطاق واسع من قبل المسيحيين.
س: هل وجود سفر باروخ في الترجمة السبعينية دليل على صحته؟
ج: نعم، الترجمة السبعينية كانت النسخة الأكثر استخدامًا للكتاب المقدس في زمن المسيح والرسل، والعديد من اقتباسات العهد الجديد مأخوذة منها. هذا يشير إلى أن هذه الأسفار كانت مقبولة على نطاق واسع في الكنيسة الأولى.
س: ما هي الرسالة الرئيسية لسفر باروخ؟
ج: الرسالة الرئيسية هي دعوة للتوبة والرجوع إلى الله، والاعتراف بالخطايا، والبحث عن الحكمة الإلهية. السفر يؤكد على أن الله رحيم ومستعد لمغفرة الذين يتوبون.
س: كيف يمكن لسفر باروخ أن يفيدني روحيًا اليوم؟
ج: يمكن لسفر باروخ أن يلهمك للتوبة والرجوع إلى الله، والبحث عن الحكمة الإلهية في حياتك اليومية. يمكن أن يساعدك على فهم أعمق لعلاقة الله بشعبه، وأن يقوي رجائك في رحمته ومغفرته.
خلاصة: سفر باروخ – كنز روحي للكنيسة ✨
لماذا يقبل المسيحيون سفر باروخ بينما اليهود أنفسهم لم يحتفظوا به؟ ببساطة، نحن نعتبره جزءًا لا يتجزأ من التقليد الرسولي الذي تسلمناه. سفر باروخ، من خلال دعوته للتوبة والبحث عن الحكمة، يثري فهمنا للإيمان المسيحي ويقوي علاقتنا بالله. فلنقرأ هذا السفر بتأمل وصلاة، ونسعى إلى تطبيق تعاليمه في حياتنا اليومية. دعونا نتذكر أن الله رحيم ومستعد دائمًا لمغفرة الذين يرجعون إليه بتوبة صادقة.
Tags
سفر باروخ, الكتاب المقدس, الكنيسة القبطية الأرثوذكسية, الترجمة السبعينية, التقليد المقدس, آباء الكنيسة, التوبة, الحكمة, اليهودية, القانون المقدس, أسفار القانون الثاني, Baruch, Coptic Orthodox Church
Meta Description
لماذا يقبل المسيحيون سفر باروخ بينما اليهود لم يحتفظوا به؟ استكشف الأسباب اللاهوتية والتاريخية لقبول الكنيسة القبطية سفر باروخ كجزء أصيل من الكتاب المقدس.