كيف يكون إله العهد القديم هو نفسه إله المحبة في العهد الجديد؟ نظرة لاهوتية قبطية

✨ Executive Summary ✨

كيف يكون إله العهد القديم هو نفسه إله المحبة في العهد الجديد؟ سؤال يطرح نفسه بقوة على كل باحث عن الحق. غالبًا ما يُنظر إلى إله العهد القديم على أنه إله قاسٍ، صارم، ومطالب بالعدالة، بينما يُنظر إلى إله العهد الجديد على أنه إله محبة، رحمة، وغفران. هذه الدراسة المتعمقة، من منظور لاهوتي قبطي أرثوذكسي، تسعى إلى توضيح أن إله العهدين هو إله واحد لا يتغير في جوهره. سنستكشف الوحدة الجوهرية بين العدالة والمحبة الإلهيتين، وكيف أن العهد الجديد هو تحقيق وإعلان كامل للعهد القديم، وليس نقيضًا له. سنستند إلى الكتاب المقدس بعهديه، بالإضافة إلى تعاليم الآباء القديسين، لفهم هذه الحقيقة الروحية العميقة، وكيفية تطبيقها في حياتنا اليومية.

إن العلاقة بين العهدين ليست علاقة تناقض، بل هي علاقة تكامل. إله العهد القديم هو الأساس الذي بُني عليه العهد الجديد، وإله العهد الجديد هو التتمة والكمال لإله العهد القديم. إنه نفس الإله الذي تجلى لنا بطرق مختلفة في سياقات تاريخية مختلفة، لكن جوهره يبقى واحدًا: المحبة والعدل.

📖 العدالة والمحبة: وجهان لعملة واحدة 📖

غالبًا ما يُنظر إلى العدالة والمحبة على أنهما نقيضان، ولكن في الحقيقة هما وجهان لعملة واحدة في طبيعة الله. العدالة دون محبة تصبح قسوة، والمحبة دون عدالة تصبح تساهلًا. الله في عدله يكره الشر ويعاقب عليه، ولكنه في محبته يمنح فرصة للتوبة والغفران.

العدالة في العهد القديم:

  • كانت العدالة في العهد القديم ضرورية للحفاظ على النظام الأخلاقي والاجتماعي في المجتمع الإسرائيلي.
  • كانت الشرائع والقوانين التي أعطاها الله لموسى تهدف إلى حماية الضعفاء والمظلومين، وإقامة العدل بين الناس.
  • كانت العقوبات التي فرضها الله على الخطاة تهدف إلى ردعهم عن الشر، وتطهير المجتمع من الفساد.

المحبة في العهد الجديد:

  • تجلت محبة الله في العهد الجديد في تجسد السيد المسيح، وموته على الصليب من أجل فداء البشرية.
  • أظهر السيد المسيح محبته للخطاة والعشارين والمنبوذين، ودعاهم إلى التوبة والحياة الجديدة.
  • علم السيد المسيح تلاميذه أن يحبوا أعداءهم، وأن يغفروا لمن يسيء إليهم.

القديس إيريناوس يقول: “Gloria Dei vivens homo, vita autem hominis visio Dei.” (δόξα θεοῦ ζῆν ἄνθρωπον, ζωὴ δὲ ἀνθρώπου ὅρασις θεοῦ) “مجد الله هو الإنسان الحي، وحياة الإنسان هي رؤية الله.” (Against Heresies, Book IV, Chapter 20, Section 7). وهذا يعكس رؤية الله للمحبة تجاه خليقته، ورغبته في خلاصها.

📜 العهد القديم: نبوءات عن المحبة الإلهية 📜

لا يجب أن ننسى أن العهد القديم مليء بالنبوات التي تشير إلى محبة الله ورحمته. على سبيل المثال، يقول النبي إشعياء: “الرب رحيم ورؤوف، طويل الروح وكثير الرحمة” (إشعياء 63: 7 Smith & Van Dyke). هذه الآية تؤكد أن محبة الله لم تكن اكتشافًا جديدًا في العهد الجديد، بل كانت موجودة دائمًا في طبيعته.

الرحمة في سفر التثنية: في سفر التثنية، نجد تركيزًا كبيرًا على أهمية الرحمة والعدالة الاجتماعية. يُطلب من بني إسرائيل أن يعاملوا الغرباء والأيتام والأرامل بلطف وعطف، وأن يذكروا أنهم كانوا غرباء في أرض مصر (تثنية 10: 19 Smith & Van Dyke). هذه الوصية تعكس محبة الله للجميع، وحرصه على حماية الضعفاء والمحتاجين.

إشعياء 53: يتنبأ إشعياء عن آلام المسيح وكيف سيحمل خطايا العالم. هذه النبوءة هي دليل قاطع على محبة الله العميقة للبشر، ورغبته في خلاصهم من خلال التضحية بابنه الوحيد.

✝️ المسيح: تجسيد المحبة الإلهية ✝️

السيد المسيح هو التجسيد الكامل لمحبة الله. في شخصه، نرى العدالة والمحبة تعملان معًا بشكل متناغم. هو الذي قال: “أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي” (يوحنا 14: 6 Smith & Van Dyke). من خلال المسيح، نصل إلى معرفة الله الحقيقية، ونختبر محبته ورحمته.

كلمات السيد المسيح: كلمات السيد المسيح مليئة بالمحبة والرحمة. هو الذي قال: “تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أريحكم” (متى 11: 28 Smith & Van Dyke). هذه الدعوة موجهة إلى كل من يعاني من الألم والمعاناة، وهي دليل على محبة الله لكل إنسان.

الآباء القديسين ورؤية المحبة: القديس أثناسيوس الرسولي يوضح في كتابه “تجسد الكلمة” أن الله تجسد لكي يجدد طبيعتنا الفاسدة ويعيدنا إلى صورته الأولى. هذا العمل هو تعبير عن محبة الله غير المحدودة للإنسان.

❓ FAQ ❓

  • س: هل الله في العهد القديم قاسٍ؟

    ج: ليس الله قاسيًا، بل هو عادل. العقوبات التي فرضها في العهد القديم كانت ضرورية للحفاظ على النظام الأخلاقي والاجتماعي. يجب أن نتذكر أن الله كان يتعامل مع شعب في مرحلة معينة من التطور الروحي، وكانت هناك حاجة إلى قوانين صارمة لضبط سلوكهم.

  • س: لماذا يبدو الله مختلفًا في العهد الجديد؟

    ج: الله لم يتغير، لكن طريقة تعامله مع البشر تغيرت. في العهد الجديد، تجسد الله في شخص السيد المسيح، وأظهر لنا محبته ورحمته بشكل كامل. العهد الجديد هو تحقيق وإعلان كامل للعهد القديم، وليس نقيضًا له.

  • س: كيف يمكنني أن أختبر محبة الله في حياتي اليومية؟

    ج: يمكنك أن تختبر محبة الله من خلال الصلاة، وقراءة الكتاب المقدس، والمشاركة في الأسرار المقدسة، وخدمة الآخرين. عندما تسعى إلى معرفة الله، سوف تكتشف محبته ورحمته في كل جوانب حياتك.

  • س: ما هي أهمية دراسة العهدين معًا؟

    ج: دراسة العهدين معًا ضرورية لفهم طبيعة الله بشكل كامل. العهد القديم يعطينا الأساس، والعهد الجديد يعطينا الإعلان الكامل. عندما ندرس العهدين معًا، نرى أن الله واحد لا يتغير، وأنه محبة ورحمة وعدل.

🕊️ الخلاصة 🕊️

كيف يكون إله العهد القديم هو نفسه إله المحبة في العهد الجديد؟ الجواب يكمن في فهم أن طبيعة الله واحدة لا تتغير. العدالة والمحبة هما وجهان لعملة واحدة في طبيعة الله. في العهد القديم، رأينا عدالة الله تتجلى في الشرائع والقوانين والعقوبات. في العهد الجديد، رأينا محبة الله تتجلى في تجسد السيد المسيح وموته على الصليب. من خلال دراسة العهدين معًا، نصل إلى فهم أعمق لطبيعة الله، ونكتشف أن محبته ورحمته هما الأساس الذي يقوم عليه كل شيء. فلنسعى جاهدين لكي نعيش في محبة الله، وأن ننشرها في كل مكان.

Tags

إله العهد القديم, إله العهد الجديد, المحبة الإلهية, العدالة الإلهية, اللاهوت القبطي, الآباء القديسين, الكتاب المقدس, المسيحية, يسوع المسيح, التجسد

Meta Description

استكشف كيف يكون إله العهد القديم هو نفسه إله المحبة في العهد الجديد من منظور لاهوتي قبطي أرثوذكسي. دراسة متعمقة في العدالة والمحبة الإلهيتين.

من

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *