هل يحابي الله شعبًا دون غيره؟ (أنت شعب مقدس للرب)

✨ Executive Summary ✨

هل يحابي الله شعبًا دون غيره؟ (أنت شعب مقدس للرب) سؤال يتردد في أذهان الكثيرين، خاصة عند قراءة العهد القديم. يستكشف هذا المقال بعمق هذه القضية من منظور الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. نستعرض النصوص الكتابية، بما في ذلك الأسفار القانونية الثانية، وآراء آباء الكنيسة الأولين، ونحلل السياق التاريخي والجغرافي لفهم طبيعة اختيار الله لشعب إسرائيل. نتناول مفهوم “الشعب المختار” ليس بمعنى التفوق العرقي أو الاستحقاق الذاتي، بل كأداة لتحقيق خطة الله الخلاصية للبشرية جمعاء. كما نبحث في دور الكنيسة كشعب الله الجديد، وكيف يمكننا تطبيق هذه المفاهيم في حياتنا الروحية اليومية، مؤكدين على أن محبة الله شاملة وعادلة، وأن الدعوة إلى القداسة مفتوحة للجميع. إن القداسة هي الهدف، وليست حكراً على أحد.

الكثيرون يتساءلون: هل الله يفضل شعبا على آخر؟ هل اختياره لإسرائيل يعني أنه يحتقر الآخرين؟ دعونا نبحث في هذه المسألة بتعمق وروية، مستندين إلى الكتاب المقدس وتعليم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

📜 الله والاختيار: دراسة في مفهوم “الشعب المختار” 📜

غالبًا ما يُنظر إلى اختيار الله لشعب إسرائيل في العهد القديم على أنه دليل على المحاباة. ولكن، هل هذا الفهم دقيق؟ لفهم ذلك، يجب أن ننظر إلى السياق الأوسع لخطة الله الخلاصية.

  • ليس تفضيلًا عرقيًا: اختيار إسرائيل لم يكن مبنيًا على تفوق عرقي أو استحقاق ذاتي. سفر التثنية (7: 7-8) يوضح ذلك: “لَيْسَ لأَنَّكُمْ أَكْثَرُ مِنْ سَائِرِ الشُّعُوبِ الْتَصَقَ الرَّبُّ بِكُمْ وَاخْتَارَكُمْ، لأَنَّكُمْ أَقَلُّ مِنْ سَائِرِ الشُّعُوبِ. بَلْ لأَنَّ الرَّبَّ أَحَبَّكُمْ وَحَفِظَ الْقَسَمَ الَّذِي أَقْسَمَ لآبَائِكُمْ، أَخْرَجَكُمْ بِيَدٍ قَوِيَّةٍ وَفَدَاكُمْ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ مِنْ يَدِ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ.” (Smith & Van Dyke)
  • وسيلة لتحقيق هدف: كان اختيار إسرائيل وسيلة لتحقيق هدف أسمى وهو إعلان الله للعالم أجمع. من خلال إسرائيل، جاء المسيح، نور العالم وخلاص البشرية.
  • مسؤولية عظيمة: هذا الاختيار لم يكن امتيازًا فقط، بل كان يحمل مسؤولية عظيمة. كان على إسرائيل أن تكون مثالًا للشعوب الأخرى في طاعة الله والعيش بحسب وصاياه.
  • العهد القديم نبوة للعهد الجديد: الأحداث والشخصيات في العهد القديم هي نبوات ورموز للعهد الجديد. شعب إسرائيل يرمز للكنيسة، أرض الميعاد ترمز للسماء، والذبائح ترمز لذبيحة المسيح.

📖 آباء الكنيسة ونظرتهم للاختيار 📖

آباء الكنيسة الأولين قدموا لنا تفسيرات عميقة لمفهوم الاختيار، تؤكد على عالمية محبة الله وعدله.

  • القديس إيريناوس (Irenaeus): “Gloria Dei vivens homo, et vita hominis visio Dei.” (المجد لله هو الإنسان الحي، وحياة الإنسان هي رؤية الله). يوضح أن هدف الله هو خلاص الإنسان، بغض النظر عن أصله أو عرقه.
    *Original:* Gloria Dei vivens homo, et vita hominis visio Dei.
    *English Translation:* The glory of God is man fully alive; and the life of man consists in beholding God.
    *Arabic Translation:* مجد الله هو الإنسان الحي، وحياة الإنسان هي رؤية الله.
    *Source:* Irenaeus, *Against Heresies*, Book IV, Chapter 20, Section 7.
  • القديس أثناسيوس الرسولي (Athanasius): أكد على أن المسيح جاء لخلاص العالم أجمع، وليس لشعب معين فقط.
  • القديس كيرلس الكبير (Cyril of Alexandria): شدد على أن الكنيسة هي شعب الله الجديد، المكون من جميع الأمم الذين آمنوا بالمسيح.
  • التطبيق المعاصر: يجب أن نفهم “الاختيار” ليس كتفضيل عرقي، بل كدعوة للخدمة والشهادة لله في العالم. يحابي الله شعبًا دون غيره؟ (أنت شعب مقدس للرب) ليس سؤالاً عن التفوق، بل عن المسؤولية.

🕊️ الكنيسة: شعب الله الجديد 🕊️

في العهد الجديد، نرى أن الكنيسة هي شعب الله الجديد، المكون من جميع المؤمنين بالمسيح، من كل أمة وقبيلة ولسان. لم يعد الاختيار محصورًا في عرق أو قومية معينة، بل أصبح مفتوحًا للجميع.

  • تكوين الكنيسة: الكنيسة ليست مجرد مؤسسة دينية، بل هي جسد المسيح، المكون من جميع المؤمنين به.
  • الوحدة في المسيح: في المسيح، لا يوجد فرق بين يهودي ويوناني، عبد وحر، ذكر وأنثى. جميعنا واحد في المسيح يسوع (غلاطية 3: 28).
  • الدعوة إلى القداسة: الكنيسة مدعوة إلى القداسة، أي أن تكون مكرسة لله ومخصصة لخدمته.
  • الشهادة للعالم: الكنيسة مدعوة إلى أن تكون نورًا للعالم وملحًا للأرض، أي أن تشهد للمسيح بأقوالها وأفعالها.

🌍 السياق التاريخي والجغرافي 🌍

فهم السياق التاريخي والجغرافي لأحداث الكتاب المقدس يساعدنا على فهم أعمق لمعنى “الاختيار”.

  • أرض كنعان: كانت أرض كنعان منطقة استراتيجية تقع على مفترق طرق بين الحضارات القديمة. اختيار الله لهذه الأرض لشعبه كان له دلالات روحية وسياسية.
  • الحضارات القديمة: كانت الحضارات القديمة المحيطة بإسرائيل تعبد آلهة وثنية وتمارس عادات منحرفة. كان اختيار الله لإسرائيل بمثابة شهادة ضد هذه الحضارات.
  • العهد القديم كوثيقة تاريخية: بالإضافة إلى كونه كتابًا مقدسًا، يعتبر العهد القديم وثيقة تاريخية مهمة تلقي الضوء على تاريخ منطقة الشرق الأوسط القديم.
  • الآثار وعلم الآثار: الاكتشافات الأثرية الحديثة تؤكد صحة العديد من الأحداث والشخصيات المذكورة في الكتاب المقدس.

❓ FAQ ❓

  • ❓ هل الله يحب شعبًا أكثر من شعب آخر؟
    لا، محبة الله شاملة وعادلة للجميع. اختيار الله لإسرائيل كان لتحقيق خطة خلاصية للبشرية جمعاء.
  • ❓ ما معنى أن نكون “شعبًا مقدسًا”؟
    أن نكون “شعبًا مقدسًا” يعني أن نكون مكرسين لله ومخصصين لخدمته، وأن نعيش بحسب وصاياه.
  • ❓ كيف يمكنني أن أكون جزءًا من شعب الله؟
    يمكنك أن تكون جزءًا من شعب الله بالإيمان بالمسيح والتعميد والانضمام إلى الكنيسة والعيش بحسب تعاليمها.
  • ❓ هل لا يزال الله يختار شعوبًا اليوم؟
    نعم، الله يدعو جميع الناس إلى الإيمان به والعيش بحسب إرادته. الكنيسة هي شعب الله الجديد، المكون من جميع المؤمنين من كل أمة وقبيلة ولسان.

✨ Conclusion ✨

يحابي الله شعبًا دون غيره؟ (أنت شعب مقدس للرب) ليس سؤالًا عن تفضيل عرقي أو قومي، بل هو دعوة إلى القداسة والخدمة. اختيار الله لشعب إسرائيل كان جزءًا من خطة خلاصية شاملة للبشرية جمعاء. الكنيسة اليوم هي شعب الله الجديد، المكون من جميع المؤمنين بالمسيح. يجب علينا أن نسعى جاهدين للعيش بحسب وصايا الله وأن نكون شهودًا له في العالم. القداسة ليست حكراً على أحد، بل هي دعوة مفتوحة للجميع. فلنسعَ جميعًا لنكون شعبًا مقدسًا للرب، ونعكس محبته وعدله في حياتنا.

Tags

الله, المحاباة, الشعب المختار, الكنيسة, العهد القديم, العهد الجديد, القداسة, المسيحية, الأرثوذكسية, الكتاب المقدس

Meta Description

هل يحابي الله شعبًا دون غيره؟ (أنت شعب مقدس للرب) اكتشف المفهوم الكتابي للاختيار من منظور أرثوذكسي، وكيف ينطبق على الكنيسة اليوم. مقال مفصل يستكشف عدل الله ومحبته الشاملة.

من

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *