لماذا رفض اليهود سفر يشوع بن سيراخ بينما قبلته الكنيسة الأولى؟ نظرة أرثوذكسية

ملخص تنفيذي

يستكشف هذا المقال الأسباب التي أدت إلى رفض اليهود لسفر يشوع بن سيراخ، بينما قبلته الكنيسة الأولى واعتبرته جزءًا من الكتاب المقدس. نتعمق في الخلفية التاريخية واللاهوتية لهذا الاختلاف، ونحلل الاختلافات في الشرائع الكتابية، وندرس مكانة السفر في التقليد اليهودي مقابل مكانته في التقليد المسيحي الأرثوذكسي القبطي. كما نناقش أهمية السفر في حياة المؤمنين اليوم، وكيف يمكن أن يساهم في نمونا الروحي وفهمنا للكتاب المقدس. سنبين كيف أن قبول الكنيسة الأولى لهذا السفر كان مبنيًا على فهم روحي عميق ومتجذر في التقليد الرسولي، وكيف أن سفر يشوع بن سيراخ يقدم لنا كنوزًا من الحكمة العملية والإلهية. لماذا رفض اليهود سفر يشوع بن سيراخ بينما قبلته الكنيسة الأولى؟ هو سؤال يدعونا إلى فهم أعمق لتاريخ الكتاب المقدس وتراثنا الروحي الغني.

مقدمة

يثير موضوع الاختلاف حول أسفار الشريعة الثانية (الأسفار القانونية الثانية) تساؤلات جوهرية حول طبيعة الوحي الإلهي وسلطة التقليد. إن سفر يشوع بن سيراخ، على وجه الخصوص، يمثل نقطة خلاف بارزة بين اليهودية والمسيحية. سنحاول هنا، من منظور أرثوذكسي قبطي، استكشاف أبعاد هذا الخلاف.

الخلفية التاريخية واللاهوتية 📜

يعتبر سفر يشوع بن سيراخ من الأسفار القانونية الثانية أو الأسفار الأبوكريفية في الكتاب المقدس عند البروتستانت. كتب بالعبرية حوالي عام 180 قبل الميلاد، ثم ترجمه حفيده إلى اليونانية. يحوي السفر على تعاليم أخلاقية وحكم ونصائح عملية للحياة اليومية، مما جعله محبوبًا لدى المسيحيين الأوائل.

  • الخلاف على الشريعة: لم يكن هناك إجماع تام بين اليهود في القرن الأول الميلادي حول الأسفار التي تعتبر جزءًا من الكتاب المقدس. بعض الجماعات، مثل الفريسيين، كان لديهم مجموعة محددة من الأسفار، بينما كانت لدى جماعات أخرى، مثل الصدوقيين، رؤية مختلفة.
  • المجمع اليهودي في يمناه: يعتقد بعض العلماء أن المجمع اليهودي في يمناه (حوالي عام 90 بعد الميلاد) لعب دورًا في تحديد الشريعة اليهودية. ومع ذلك، لا يوجد دليل قاطع على أن هذا المجمع اتخذ قرارًا نهائيًا بشأن الأسفار القانونية.
  • الترجمة السبعينية: لعبت الترجمة السبعينية، وهي ترجمة يونانية للكتاب المقدس العبري، دورًا هامًا في انتشار سفر يشوع بن سيراخ في العالم اليوناني الروماني. استخدم المسيحيون الأوائل الترجمة السبعينية على نطاق واسع، وهذا ساهم في قبولهم لسفر يشوع بن سيراخ.

مكانة سفر يشوع بن سيراخ في التقليد اليهودي والمسيحي 🕊️

بينما لم يعتبر اليهود سفر يشوع بن سيراخ جزءًا من كتابهم المقدس (التناخ)، إلا أنهم احترموه واستخدموه كمصدر للحكمة والأخلاق. على الجانب الآخر، اعتبرت الكنيسة الأولى، وخاصةً الكنائس الشرقية الأرثوذكسية، سفر يشوع بن سيراخ سفرًا قانونيًا كاملاً، واستخدمته في العبادة والتعليم.

تأثير الآباء: لعب آباء الكنيسة دورًا حاسمًا في تحديد مكانة سفر يشوع بن سيراخ. اقتبس آباء مثل القديس أثناسيوس والقديس كيرلس الأسكندري من السفر واعتبروه جزءًا من الكتاب المقدس. على سبيل المثال، يقتبس القديس أثناسيوس في رسالته الفصحية رقم 39 من سفر يشوع بن سيراخ (29: 4-7) حول أهمية مساعدة المحتاجين.

القديس أثناسيوس (باليونانية: Ἀθανάσιος): “Ἐλεημοσύνη ἀνθρώπου ὡς σφραγὶς μετ’ αὐτοῦ, καὶ χαρίσματα ἀνδρὸς ὡς κόρη ὀφθαλμοῦ.” (Athanasius, Epistulae Festales, 39. ترجمة: “صدقة الإنسان كخاتم معه، وعطايا الرجل كحدقة العين.”)

القديس أثناسيوس (بالعربية): “صدقة الإنسان كخاتم معه، وعطايا الرجل كحدقة العين.”

هذا الاقتباس يوضح كيف اعتبر آباء الكنيسة الصدقة والرحمة من الفضائل الهامة التي يجب على المسيحيين ممارستها.

لماذا رفض اليهود سفر يشوع بن سيراخ؟ 🤔

هناك عدة أسباب محتملة لرفض اليهود لسفر يشوع بن سيراخ:

  • تأخر كتابته: كتب السفر في فترة متأخرة نسبيًا مقارنة بأسفار التناخ الأخرى. ربما اعتبره البعض ليس بنفس مستوى الوحي الإلهي.
  • عدم وجوده في الشريعة الفلسطينية: يعتقد بعض العلماء أن الشريعة الفلسطينية، وهي النسخة العبرية الأصلية للكتاب المقدس، لم تتضمن سفر يشوع بن سيراخ.
  • التركيز على الحكمة العملية: يركز السفر بشكل كبير على الحكمة العملية والأخلاق، بينما يركز التناخ بشكل أكبر على العلاقة بين الله وشعبه.

قبول الكنيسة الأولى لسفر يشوع بن سيراخ ✨

أما بالنسبة لقبول الكنيسة الأولى، فقد كان له أسبابه اللاهوتية والروحية:

  • الترجمة السبعينية: كما ذكرنا سابقًا، لعبت الترجمة السبعينية دورًا هامًا في انتشار السفر بين المسيحيين الأوائل.
  • التوافق مع التعاليم المسيحية: تتوافق تعاليم السفر مع التعاليم المسيحية حول المحبة والرحمة والتواضع.
  • التقليد الرسولي: استند آباء الكنيسة في قبولهم للسفر إلى التقليد الرسولي الذي تسلموه من الرسل.

تطبيقات روحية لحياتنا اليوم 💡

يمكننا الاستفادة من سفر يشوع بن سيراخ في حياتنا اليومية من خلال:

  • التعلم من الحكمة: يقدم السفر لنا كنوزًا من الحكمة العملية التي يمكن أن تساعدنا في اتخاذ قرارات صائبة.
  • تنمية الفضائل: يشجعنا السفر على تنمية الفضائل مثل المحبة والرحمة والتواضع.
  • تقوية علاقتنا بالله: يساعدنا السفر على فهم طبيعة الله ومحبته لنا.

FAQ ❓

  • س: هل سفر يشوع بن سيراخ جزء من الكتاب المقدس؟
    ج: نعم، سفر يشوع بن سيراخ هو جزء من الكتاب المقدس في الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية. بينما لا تعتبره بعض الطوائف البروتستانتية جزءًا من الكتاب المقدس.
  • س: ما هي أهمية سفر يشوع بن سيراخ؟
    ج: سفر يشوع بن سيراخ يقدم لنا حكمة عملية ونصائح قيمة للحياة اليومية، كما أنه يشجعنا على تنمية الفضائل وتقوية علاقتنا بالله.
  • س: كيف يمكنني تطبيق تعاليم سفر يشوع بن سيراخ في حياتي؟
    ج: يمكنك تطبيق تعاليم السفر من خلال قراءته بانتظام والتأمل فيه، والسعي لتطبيق الحكمة التي يقدمها في قراراتك وتصرفاتك.

الخلاصة

إن سؤال لماذا رفض اليهود سفر يشوع بن سيراخ بينما قبلته الكنيسة الأولى؟ يقودنا إلى فهم أعمق لتاريخ الكتاب المقدس وتراثنا الروحي. قبول الكنيسة الأولى لهذا السفر كان مبنيًا على فهم روحي عميق ومتجذر في التقليد الرسولي، وكيف أن سفر يشوع بن سيراخ يقدم لنا كنوزًا من الحكمة العملية والإلهية. فلنسعَ للاستفادة من هذه الحكمة في حياتنا اليومية، ولنجعلها نورًا يضيء لنا الطريق نحو الله.

Tags

سفر يشوع بن سيراخ, الكتاب المقدس, الكنيسة الأولى, الشريعة اليهودية, الأسفار القانونية الثانية, آباء الكنيسة, التقليد الرسولي, الحكمة, المسيحية, اليهودية

Meta Description

استكشاف أسباب رفض اليهود لسفر يشوع بن سيراخ بينما قبلته الكنيسة الأولى. تحليل تاريخي ولاهوتي، مع تطبيقات روحية لحياة المؤمنين. لماذا رفض اليهود سفر يشوع بن سيراخ بينما قبلته الكنيسة الأولى؟

من

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *