لماذا قبلت الكنيسة القبطية النسخة السبعينية لسفر أستير ورفض البروتستانت الإضافات؟
✨ ملخص تنفيذي ✨
يثير سؤال لماذا قبلت الكنيسة القبطية النسخة السبعينية لسفر أستير ورفض البروتستانت الإضافات؟ تساؤلات جوهرية حول حجية الكتاب المقدس، و سلطة التقليد الكنسي، وتاريخ النص الكتابي. تتبنى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية النسخة السبعينية (LXX) من العهد القديم، بما في ذلك الإضافات في سفر أستير، انطلاقًا من إيمانها بأن هذه النسخة تمثل التقليد الأصيل الذي استلمته من الآباء الرسل. على النقيض من ذلك، يرفض البروتستانت هذه الإضافات، معتبرين أنها غير موحى بها وليست جزءًا من الكتاب المقدس الأصلي. ستحاول هذه المقالة استكشاف الأسباب اللاهوتية والتاريخية التي أدت إلى هذا الاختلاف، مع التركيز على موقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وتقديم نظرة شاملة حول هذه القضية الحساسة.
يعتبر سفر أستير من الأسفار التاريخية في العهد القديم، و يحكي قصة إنقاذ الشعب اليهودي في بلاد فارس في عهد الملك أحشويروش. النسخة اليونانية (السبعينية) من سفر أستير تتضمن إضافات غير موجودة في النص العبري (المأثور). هذه الإضافات تتضمن تفاصيل إضافية حول أحداث القصة، وصلوات، وتفاسير لبعض الأحداث، مما يضفي عليها بعدًا روحيًا أعمق.
📜 النسخة السبعينية وأهميتها للكنيسة القبطية 📜
تعتبر النسخة السبعينية (LXX) ذات أهمية بالغة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
- الترجمة المعتمدة: كانت النسخة السبعينية هي الترجمة الرئيسية المستخدمة في الكنيسة الأولى، وهي التي استشهد بها الرسل في العهد الجديد.
- التقليد الرسولي: تعتبر الكنيسة القبطية أن النسخة السبعينية تمثل تقليدًا رسوليًا أصيلًا، وأن الآباء الأولين قد استلموا هذه النسخة واعتبروها موثوقة.
- الوحدة العقائدية: تساعد النسخة السبعينية في الحفاظ على الوحدة العقائدية للكنيسة، حيث أنها توفر فهمًا مشتركًا للنصوص الكتابية.
🤔 لماذا قبلت الكنيسة القبطية الإضافات في سفر أستير؟ 🤔
لماذا قبلت الكنيسة القبطية النسخة السبعينية لسفر أستير ورفض البروتستانت الإضافات؟ هذا سؤال هام يستدعي تفصيلًا لاهوتيًا وتاريخيًا.
- التقليد الكنسي: تعتبر الكنيسة القبطية أن التقليد الكنسي هو مصدر موثوق للتفسير الكتابي. الآباء الأولون، مثل القديس أثناسيوس الرسولي، والقديس كيرلس الكبير، والقديس ديونيسيوس الإسكندري، استشهدوا بالنصوص الموجودة في النسخة السبعينية، بما في ذلك الإضافات في سفر أستير، دون أي تحفظ.
- الاستخدام الليتورجي: كانت الإضافات في سفر أستير جزءًا من القراءات الليتورجية في الكنيسة القبطية منذ العصور المبكرة. هذا الاستخدام المتواصل يدل على أن الكنيسة اعتبرت هذه الإضافات جزءًا لا يتجزأ من الكتاب المقدس.
- القيمة الروحية: الإضافات في سفر أستير تضيف بُعدًا روحيًا أعمق للقصة، حيث تتضمن صلوات وتفاسير تساعد المؤمن على فهم مقاصد الله في الأحداث التاريخية. هذه الإضافات تعكس إيمان الكنيسة بأن الله يعمل باستمرار في حياة شعبه.
🆚 موقف البروتستانت من الإضافات في سفر أستير 🆚
يرفض البروتستانت الإضافات في سفر أستير للأسباب التالية:
- النص العبري المأثور: يعتمد البروتستانت بشكل أساسي على النص العبري المأثور (Masoretic Text) للعهد القديم، والذي لا يتضمن هذه الإضافات.
- عدم الإلهام: يعتبر البروتستانت أن الإضافات في سفر أستير ليست موحى بها من الله، وبالتالي لا ينبغي أن تكون جزءًا من الكتاب المقدس.
- التحيزات التاريخية: يشكك بعض الباحثين البروتستانت في أصالة الإضافات، معتبرين أنها أضيفت في فترات لاحقة.
📖 شهادات الآباء 📖
الآباء الأولون استشهدوا بالنسخة السبعينية والإضافات الموجودة فيها، وهذا يدل على أهمية هذا التقليد.
القديس أثناسيوس الرسولي: يذكر في رسالته الفصحية: “Ἡμεῖς δὲ τὴν παλαιὰν γραφὴν, τὴν τῶν ἑβδομήκοντα ἀναγινώσκομεν.” (Athanasius, Epistola Festalis 4) “نحن نقرأ الكتاب المقدس القديم، كتاب السبعين.” وهذا يدل على اعتماده على النسخة السبعينية.
القديس كيرلس الكبير: يستخدم القديس كيرلس الكبير نصوصًا من النسخة السبعينية في تفسيراته، مما يدل على قبوله لها كسلطة.
🌐 السياق التاريخي والجغرافي 🌐
سفر أستير يحكي قصة حدثت في بلاد فارس (إيران الحديثة) في عهد الملك أحشويروش (يعتقد أنه الملك خشايارشا الأول). فهم السياق التاريخي والجغرافي يساعد في فهم الأحداث والرسالة الروحية للسفر. مدينة شوشان، التي جرت فيها معظم الأحداث، كانت عاصمة الإمبراطورية الفارسية، وكانت مركزًا هامًا للثقافة والتجارة.
💡 تطبيقات روحية لحياتنا اليوم 💡
قصة أستير تعلمنا دروسًا قيمة لحياتنا الروحية:
- الشجاعة والإيمان: أستير واجهت الموت بشجاعة وإيمان لإنقاذ شعبها. نحن أيضًا مدعوون للوقوف بثبات من أجل الحق والإيمان، حتى في مواجهة التحديات الصعبة.
- الصلاة والتوكل على الله: الصلاة كانت سلاح أستير. نحن أيضًا يجب أن نلجأ إلى الله بالصلاة في كل الظروف، واثقين من أنه سيستجيب لصلواتنا.
- العناية الإلهية: قصة أستير تظهر كيف أن الله يعمل من وراء الستار لحماية شعبه وتحقيق مقاصده. نحن أيضًا يجب أن نثق بأن الله يعتني بنا ويوجه خطواتنا.
❓ أسئلة شائعة ❓
- س: ما هي النسخة السبعينية؟
ج: النسخة السبعينية هي ترجمة يونانية للعهد القديم، تمت في القرن الثالث قبل الميلاد في الإسكندرية بمصر، وتعتبر مهمة جدًا لأنها النسخة التي استشهد بها الرسل في العهد الجديد. - س: لماذا تختلف النسخة السبعينية عن النص العبري المأثور؟
ج: هناك عدة أسباب، منها أن النص العبري الذي ترجمت عنه النسخة السبعينية ربما كان مختلفًا عن النص المأثور، بالإضافة إلى أن المترجمين ربما قاموا بإضافة بعض التفاسير والتوضيحات. - س: ما هي الإضافات في سفر أستير؟
ج: الإضافات في سفر أستير هي نصوص غير موجودة في النص العبري المأثور، وتشمل تفاصيل إضافية حول الأحداث، وصلوات، وتفاسير لبعض الأحداث. - س: ما هو موقف الكنائس الأخرى من الإضافات في سفر أستير؟
ج: الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والكنيسة الكاثوليكية تقبل عمومًا الإضافات في سفر أستير كجزء من الكتاب المقدس، بينما يرفضها البروتستانت.
🕊️ خاتمة 🕊️
إن سؤال لماذا قبلت الكنيسة القبطية النسخة السبعينية لسفر أستير ورفض البروتستانت الإضافات؟ يكشف عن اختلافات عميقة في فهم سلطة الكتاب المقدس والتقليد الكنسي. تؤمن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بأن النسخة السبعينية، بما في ذلك الإضافات في سفر أستير، تمثل تقليدًا رسوليًا أصيلًا، وأنها توفر فهمًا أعمق للكتاب المقدس. من خلال دراسة الكتاب المقدس، وتقاليد الآباء، والصلاة، يمكننا أن ننمو في معرفة الله ومحبة بعضنا البعض.
Tags
الكنيسة القبطية, سفر أستير, النسخة السبعينية, البروتستانت, الكتاب المقدس, التقليد الكنسي, الآباء الأولون, العهد القديم, اللاهوت, العقيدة
Meta Description
لماذا قبلت الكنيسة القبطية النسخة السبعينية لسفر أستير ورفض البروتستانت الإضافات؟ استكشاف لاهوتي وتاريخي لموقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من النسخة السبعينية وإضافات سفر أستير، مقارنة بموقف البروتستانت.