لماذا يرفض اليهود المعاصرون سفر المكابيين الأول: نظرة أرثوذكسية قبطية
ملخص تنفيذي:
لماذا يرفض اليهود المعاصرون سفر المكابيين الأول؟ هذه المسألة الشائكة تتطلب فحصًا دقيقًا من منظور أرثوذكسي قبطي. سفر المكابيين الأول يحظى بمكانة مرموقة في الكنيسة الأرثوذكسية القبطية كجزء من الأسفار القانونية الثانية، بينما يعتبره اليهود المعاصرون من الأسفار الخارجية. هذا البحث يتناول الأسباب التاريخية واللاهوتية لهذا الرفض، ويوضح أهمية السفر بالنسبة لنا كمسيحيين أرثوذكس، مع التركيز على شهادته للتاريخ الخلاصي، وإيمانه بالقيامة، ونبوءاته المتعلقة بالمسيح. سنتناول أيضاً كيف ينير سفر المكابيين الأول فهمنا لعهد الله، والصراع الروحي، وأهمية الثبات في الإيمان في وجه الاضطهاد. وأخيراً، سنستخلص دروساً روحية عملية من هذا السفر يمكن تطبيقها في حياتنا اليومية.
سفر المكابيين الأول هو وثيقة تاريخية وروحية عظيمة الأهمية بالنسبة لنا كمسيحيين أرثوذكس أقباط. لكن لماذا يرفضه اليهود المعاصرون؟
أسباب رفض اليهود المعاصرين لسفر المكابيين الأول
هناك عدة عوامل تساهم في رفض اليهود المعاصرين لسفر المكابيين الأول، تتراوح بين الاعتبارات التاريخية واللاهوتية:
- تأخر كتابته: كتب سفر المكابيين الأول في القرن الثاني قبل الميلاد، بعد إغلاق الشريعة اليهودية التقليدية (التناخ).
- عدم وجوده في القانون العبري الأصلي: لا يوجد أصل عبري محفوظ للسفر، بل وصل إلينا باللغة اليونانية.
- ليس جزءًا من التناخ (الكتاب المقدس العبري): التناخ، الذي يشمل التوراة والأنبياء والكتابات، يمثل القانون المقدس لليهود. سفر المكابيين الأول ليس جزءاً منه.
- التركيز على فترة زمنية تعتبر “انتقالية”: بعض اليهود يعتبرون الفترة المكابية فترة انتقالية وليست جزءًا أساسيًا من تاريخهم الديني.
- محتوى السفر الذي لا يتفق مع بعض التفسيرات اليهودية: بعض الأحداث والتعاليم الموجودة في السفر قد لا تتوافق مع بعض التفسيرات اليهودية اللاحقة.
مكانة سفر المكابيين الأول في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
تعتبر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية سفر المكابيين الأول (و الثاني) جزءًا من الكتاب المقدس، ضمن الأسفار القانونية الثانية أو الأسفار المحذوفة، وهي الأسفار التي لم يتم تضمينها في القانون اليهودي ولكن تم قبولها من قبل الكنيسة المسيحية الأولى. إليكم بعض الأسباب لأهمية السفر بالنسبة لنا:
- شهادة تاريخية قيّمة: يقدم السفر وصفًا تفصيليًا لفترة تاريخية حاسمة في تاريخ الشعب اليهودي، وهي فترة حكم السلوقيين وقيام ثورة المكابيين.
- إيمان بالقيامة: يظهر السفر إيمانًا واضحًا بالقيامة والحياة الأبدية، كما يتضح من شهادة الأم وإخوتها السبعة في سفر المكابيين الثاني (7).
- أمثلة للبطولة والاستشهاد: يقدم السفر أمثلة رائعة للبطولة والاستشهاد في سبيل الإيمان، مما يشجعنا على الثبات في إيماننا.
- تأثيره على العهد الجديد: يعتقد بعض العلماء أن سفر المكابيين الأول قد أثر على بعض المفاهيم واللغة المستخدمة في العهد الجديد.
آباء الكنيسة وسفر المكابيين الأول
لقد استشهد آباء الكنيسة بسفر المكابيين الأول وأشاروا إليه كجزء من الكتاب المقدس. إليكم بعض الأمثلة:
- القديس كبريانوس القرطاجي: أشار إلى استشهاد المكابيين كدليل على قوة الإيمان.
- القديس أغسطينوس: ذكر سفر المكابيين في سياق مناقشة قانونية الكتاب المقدس.
- Origen: While aware of the Jewish perspective on the Maccabees, he included them in his list of inspired books. “Ταῦτα μὲν οὖν ἐστὶ τὰ ἐνδιαθήκῳ παλαιᾷ βίβλια… ἔξω δὲ τούτων ἐστὶ τὰ Μακκαβαϊκὰ.” (These, then, are the books in the Old Covenant… and outside of these are the Maccabees.) (Origen, *Excerpta in Psalmos*, PG 12:1104)
الترجمة العربية: “إذن، هذه هي الكتب الموجودة في العهد القديم… وخارج هذه الكتب توجد أسفار المكابيين.”
نبوءات في سفر المكابيين الأول تشير إلى المسيح
على الرغم من أن سفر المكابيين الأول يركز بشكل أساسي على الأحداث التاريخية، إلا أنه يمكننا أن نرى فيه بعض الإشارات التي تشير إلى المسيح بشكل غير مباشر. على سبيل المثال:
تطهير الهيكل: تطهير الهيكل على يد يهوذا المكابي يرمز إلى تطهير المسيح للهيكل الروحي، أي قلوب المؤمنين.
المعاناة والانتصار: معاناة المكابيين وانتصارهم على أعدائهم يرمز إلى معاناة المسيح وانتصاره على الخطيئة والموت.
الثبات في الإيمان: يذكرنا سفر المكابيين بأهمية الثبات في الإيمان في وجه الاضطهاد، وهو درس مهم لكل مسيحي.
أسئلة متكررة (FAQ) ❓
- ❓ لماذا تعتبر الكنيسة الأرثوذكسية سفر المكابيين الأول جزءًا من الكتاب المقدس بينما يرفضه اليهود؟
ترتكز الكنيسة الأرثوذكسية على التقليد الرسولي الذي تسلمته من الكنيسة الأولى، والتي بدورها استلمت الأسفار القانونية الثانية. بينما يعتمد اليهود على قانون التناخ الذي تم تجميعه بعد فترة المكابيين.
- ❓ ما هي الدروس الروحية التي يمكن أن نتعلمها من سفر المكابيين الأول؟
يعلمنا السفر أهمية الثبات في الإيمان في وجه الاضطهاد، والغيرة على بيت الرب، والإيمان بالقيامة والحياة الأبدية.
- ❓ هل سفر المكابيين الأول دقيق تاريخيًا؟
يعتبر سفر المكابيين الأول مصدرًا تاريخيًا قيمًا لفترة المكابيين، ولكنه ليس خاليًا من التحيزات. يجب قراءته جنبًا إلى جنب مع مصادر تاريخية أخرى.
- ❓ كيف يمكننا تطبيق دروس سفر المكابيين الأول في حياتنا اليومية؟
يمكننا تطبيق دروس السفر من خلال الثبات في إيماننا، والدفاع عن الحق، والغيرة على بيت الرب، ومساعدة المحتاجين.
الخلاصة
في الختام، بينما يرفض اليهود المعاصرون سفر المكابيين الأول، فإن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتضنه كجزء لا يتجزأ من الكتاب المقدس. إن فهم أسباب هذا الرفض، مع إدراك القيمة الروحية والتاريخية للسفر، يعزز إيماننا ويقوي فهمنا للتاريخ الخلاصي. سفر المكابيين الأول يذكرنا بأهمية الثبات في الإيمان، والغيرة على بيت الرب، والإيمان بالقيامة. فلنجعل هذا السفر نوراً يضيء لنا طريقنا في هذا العالم المظلم، ويهدينا إلى المسيح، نور العالم.
الكلمات المفتاحية
سفر المكابيين الأول, لماذا يرفض اليهود المعاصرون سفر المكابيين الأول؟, الكنيسة القبطية الأرثوذكسية, الأسفار القانونية الثانية, المكابيين, التاريخ اليهودي, القيامة, آباء الكنيسة, الكتاب المقدس, الإيمان المسيحي
وصف ميتا
اكتشف لماذا يرفض اليهود المعاصرون سفر المكابيين الأول، وما هي مكانته في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وما هي الدروس الروحية التي يمكن أن نتعلمها منه.